حساسية الربيع أو الحساسية الموسمية

تشير حساسية حبوب اللقاح (أو حمى القش) إلى الحساسية الناجمة عن احتكاك الأغشية المخاطية الأنفية، أو العينين، أو القصبات الهوائية بحبوب اللقاح، أو العشب.

تختلف حدة المواد المسببة لحساسية حبوب اللقاح تبعا لحجم الحبوب، ومعدل البروتينات المسببة للحساسية وكذا قدرتها على الانتشار في الهواء.

يحتوي الغلاف الجوي كميات كبيرة جدا من حبوب اللقاح من مارس إلى يوليو تموز أي فصل الربيع، وعندما نتنفس، تدخل حبوب اللقاح الصغيرة المنتشرة في الهواء. ويصاب فئة كبيرة بحساسية حبوب اللقاح . وعلى مدى السنوات ال 30 الماضية، يتضاعف معدل الإصابة بالحساسية ويستمر في النمو.

إن عدم اعطاء اهتمام لهذه الحساسية على المدى الطويل ومع زيادة العوامل المسببة تتطور حالة المريض إلى حساسية شديدة خاصة في القصبات الهوائية وقد تؤدي إلى الربو.

* الأسباب:

حساسية حبوب اللقاح، مثل أي حساسية، هو رد فعل من الجسم خلال اتصاله مع مادة معينة تسمى مثيرة للحساسية، وفي هذه الحالة حبوب اللقاح الشجر أو العشب ...

إن المناخ، ووجود عدة مسببات أخرى للحساسية ، وتلوث الهواء والاستعداد وراثي العائلي، يعتبر من عوامل خطرالإصابة بالحساسية.

* الأعراض:

عادة ما تكون الأعراض موسمية حيث تتزامن مع ظهور الطلع (حبوب القاح) وتتمثل في:

• العطس مرارا وتكرارا.

• حكة في العيون أو البكاء.

• سيلان الأنف أو الحكة.

• التعب.

هذه الإشارات غالبا ما تكون مزعجة بسبب أنها متكررة، وحادة وبشكل دائم.

قد ترافقها أعراض أخرى: كصعوبة في التنفس، والصداع، والتهاب الملتحمة، سعال، حكة ...

يمكن أن تسبب حساسية حبوب اللقاح أحيانا تراجعا ملحوظ في الانتباه أو التركيز، وكذا التعب المزمن ...

* نصائح الوقاية:

من المستحسن في الحياة اليومية، البحث عن كيفية الحماية ضد حبوب اللقاح ما أمكن:

• تجنب التدخين، وخاصة في وجود الأطفال، وعدم حضور الأماكن التدخين، إذ يعتبر التدخين السلبي هو أحد أهم عوامل الأساسية للإصابة بالحساسية لذا وجب اجتنابه.

• تهوية المنزل في الصباح الباكر لأن كمية حبوب اللقاح أقل انتشارا في الهواء؛

• ارتداء قبعة ونظارات شمسية لحماية العينين؛

• لا تجز العشب بنفسك وارتدي قناع وقت البستنة أو استخدام وسائل أخرى لحماية نفسك من تطاير حبوب اللقاح؛

• أثناء قيادة السيارة، ترك النوافذ مغلقة لمنع حبوب اللقاح من التسلل إلى داخل السيارة.

• غسل الشعر ليلا، لكي لا تسقط حبوب اللقاح الملتصقة بالشعر على الوسادة.

* تحليلات طبية:

يتم تأكيد تشخيص حساسية حبوب اللقاح خلال زيارة طبيب مختص في الحساسية. حيث يقوم باختبارات على الجلد، وإذا لزم الأمر، اختبار الدم لمعرفة معدل النوع المناعي(IgE).

سيكون لنا مقال مفصل إن شاء الله لاختبارات الحساسية.

* العلاجات:

العلاج بالعقاقير الخط الأول، مضادات الهيستامين Antihistaminiquesتقلل أعراض التهاب الأنف أو التهاب الملتحمة التحسسي وتهدئة الجهاز المناعي بالتصدي لمثيرات الحساسية.

العلاجات الشائعة الأخرى لتخفيف الأعراض:

توصف من قبل طبيب مختص:

 • الستيرويدات les corticoïdes لخصائصها المضادة للالتهابات وتستخدم في حالة التهاب الأنف التحسسي بسبب حبوب اللقاح، وتكون على شكل بخاخ.

• مثبتات الخلايا البدينة Mastocytes.

ويستند هذا العلاج الأساسي على ازالة استثارة الجهاز المناعي (وتسمى أيضا "العلاج المناعي") عن طريق موازنة  الجهاز المناعي بزيادة جرعة مسببات الحساسية تدريجيا عن طريق الحقن تحت الجلد أو محلول يوضع تحت اللسان.

هذا العلاج الأخير يحصد نتائج جيدة (معدل إيجابي يصل ل 70٪) من الأشخاص الذين يعانون من الحساسية. غالبا ما يتطلب مدة طويلة (القيام به خلال 3 إلى 5 مواسم الربيع)، هذا العلاج يكون مصحوب بتتبع مستمر وتقييم دقيق. وهو يخص بالأساس مرضى الحساسية من مسببين مختلفين، كحد أقصى. ويُنْصَح به للمتضررين من التهاب الملتحمة والتهاب الأنف والربو المعتدل.